المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية National Center For Mental Health Promotion حيـــاة أفضــل
القائمة الرئيسية

أهمية الوعي بالصحة النفسية في المجتمع الحديث

أهمية الوعي بالصحة النفسية في المجتمع الحديث

 

الصحة النفسية مكون أساسي وعنصر رئيسٌ في الرفاه المجتمعي والوقاية النفسية، إلا أنها مع ذلك لا تزال موصومة في بعض المجتمعات. تُعرّف منظمة الصحة العالمية الصحة النفسية بأنها حالة من الرفاهية يتمكن فيها الفرد من تحقيق قدراته، والتعامل مع الضغوط العادية للحياة، والعمل والإنتاج، والإسهام في مجتمعه. وعلى أهميتها، فلا يزال الوعي بالصحة النفسية غير كافٍ وبحاجة إلى المزيد.

لذا، تسعى هذه المقالة إلى بيان أهمية الوعي بالصحة النفسية، وعواقب الوصمة، وإستراتيجيات تحسين الوعي المجتمعي.

1. الصحة النفسية أولوية للصحة العامة :

الاضطرابات النفسية، بما في ذلك الاكتئاب واضطرابات القلق والاضطراب ثنائي القطب، جزء كبير من العبء العالمي للمرض. وفقًا لدراسة العبء العالمي للمرض (2020)، تُعد اضطرابات الصحة النفسية والمخدرات من الأسباب الرئيسة للإعاقة على مستوى العالم.

يمكن أن تؤثر الحالات النفسية في الصحة الجسدية، والأداء الأكاديمي والمهني، والعلاقات الشخصية، وجودة الحياة. يؤدي نقص الوعي إلى تأخير التشخيص المبكر والعلاج؛ فيزيد ذلك من خطر المشكلات النفسية المزمنة بل الوفاة المبكرة أيضًا بسبب الانتحار أو الحالات المشتركة.

2. تأثير الوصمة :

تظل الوصمة عائقًا حاسمًا أمام الرعاية النفسية. يصف كورغان وواتسون (2002) نوعين من الوصمة: الوصمة العامة، التي تؤدي إلى التمييز، والوصمة الذاتية، إذ يتبنى الأفراد الصور النمطية السلبية. ولا شك أن هذه الوصمات تقلل من سلوكيات البحث عن المساعدة وتزيد من تفاقم نتائج الاضطرابات النفسية.

في دراسة منهجية لـ كليمنت وآخرين (2015)، كانت الوصمة مرتبطة باستمرار بانخفاض احتمالية البحث عن المساعدة للمشكلات النفسية. غالبًا ما يخشى الأفراد الحكم عليهم أو فقدان وظائفهم أو الإقصاء الاجتماعي؛ وذلك يدفعهم إلى المعاناة في صمت.

3. دمج الصحة النفسية في التعليم وأماكن العمل :

يسهم تضمين التعليم عن الصحة النفسية في المناهج الدراسية في تعزيز المرونة والذكاء العاطفي منذ الصغر. أثبتت برامج مثل تدريب "First Aid For Mental Health" فعاليتها في تحسين المعرفة والثقة في مساعدة الآخرين.كما حققت برامج الصحة النفسية في أماكن العمل أيضًا تقدمًا لا بأس به.

توصي إرشادات منظمة الصحة العالمية عن الصحة النفسية في العمل بالتزام القيادة، وتدخلات إدارة الضغط، والسياسات التي تعزز التوازن بين العمل والحياة.

4. التدخلات السياسية والنظامية :

للحكومات دور حاسم في تعزيز الوعي بالصحة النفسية، وذلك عن طريق تمويل التعليم العام، ودمج الصحة النفسية في الرعاية الأولية، وتشريع المساواة في تغطية التأمين الصحي، وغيرها.

تؤكد لجنة لانسيت عن الصحة النفسية العالمية والتنمية المستدامة (2018) الحاجةَ إلى الاستثمار في الخدمات المجتمعية، ومعرفة الصحة النفسية، والبحث، خاصة في البيئات ذات الموارد المحدودة.

خاتمة :

إن الوعي بالصحة النفسية ليس مجرد قضية إنسانية، بل هو ضرورة للصحة العامة. من خلال معالجة الوصمة، وتحسين التعليم، وتعزيز السياسات الشاملة؛ يمكن للمجتمعات إنشاء بيئات تحمي الصحة النفسية، وتُقدِّرها حق التقدير.

 

مصدر1 مصدر2 مصدر3 مصدر4 مصدر5