.
العلاج المعرفي السلوكي .. نصائح للمعالج النفسي
يتمثل العلاج المعرفي السلوكي بتقديم المعالج النفسي شرحًا نظريًا للعميل حول تكون بعض المشاعر نتيجة بعض الأفكار، ويقوم بتقييم معتقدات العميل، وفي القسم الثاني من العلاج، يساعد المعالج العميل على تغيير الأفكار وتعديل السلوك، الأمر الذي يتطلب العديد من الأمور التي يتوجب على المعالج النفسي تطبيقها.
الثقة والعلاقة الجيدة بين المعالج والعميل
قد يقوم بعض المعالجين بالبدء في العلاج المعرفي السلوكي والدخول مباشرةً في أفكار ومعتقدات العميل، على الرغم من ضرورة التمهيد مع العميل في الجلسة الأولى، لأنها تسهم في خلق مستوى من الثقة بين الطرفين قبل بداية العلاج.
إذا كان عميلك يشعر بالراحة، ستكون قادرًا على معرفة المزيد حول ما يفكر فيه بشكل فعلي أكثر مما لو كنت تبدأ مباشرة في العمل، خذ النصف الأول من الجلسة الأولى للتحدث عن ماضيه، ومناقشة اعتقاداته، ومعالجة أي مخاوف، وما إلى ذلك.
لا تنسى ضرورة تعزيز العلاقة العلاجية بعد الجلسة الأولى، حيث يعتبر العمل على تعزيز الود ومستوى الثقة بين العميل والمعالج عملية مستمرة، حيث يجب أن تُخصص أجزاء من كل جلسة لبناء علاقة تعاونية بين الطرفين، ففي المحصلة النهائية، لن تحصل على أي شيء دون تأسيس علاقة قوية.
إعطاء المهام الشبيهة بالواجبات البيتية في الجلسة الأولى
في بعض أشكال العلاج، يمكنك قضاء جلسات متعددة للعمل على بناء العلاقة العلاجية وإعداد العلاج لتعزيز فرص نجاحه ومع ذلك فإن العلاج المعرفي السلوكي محدود زمنيًا؛ حيث أنك تريد تثقيف عميلك بسرعة والبدء في المضي قدمًا معه، كما أنك تريد أن يغادر عميلك الجلسات الأولى وهو يشعر بالأمل والطمأنينة بشأن العلاج، لذلك اطلب منه إكمال بعض السلوكيات العلاجية التي يمكنه من خلالها تحقيق النجاح دون وجود الكثير من التحديات، خاصةً من خلال إعطاءه واجبات منزلية في الجلسة الأولى، فإن ذلك يساعده على العمل على تحقيق أهدافه.
تحقق من أن العميل على قناعة بخطة العلاج
يعتمد العلاج السلوكي المعرفي على نظرية محددة، وقد يصعب على بعض الأشخاص أن يستوعبوا هذه النظرية، فقد يقول لك العميل: "هل تقصد أنني سأشعر بتحسن إن تغيرت أفكاري؟ أو كيف سأكون قادرًا على تغيير أفكاري إذا كنت أفكر بهذه الطريقة طوال حياتي؟"
ربما يشك العميل في فكرة أن إجراء بعض التغييرات السلوكية قد تحدث فرقًا كبيرًا، وهذه جميعها مخاوف منطقية، لهذا؛ لا بدَّ من علاج أية قضايا تحتاج إلى معالجة في أقرب وقت ممكن، فإذا كان العميل لا يؤمن بأسلوب العلاج، فقد لا يُعاد زيارة الأخصائي مُجددًا.
لكن كيف يمكنك معرفة فيما إذا كان العميل غير مقتنع بالعلاج؟
قد يخبرك العميل عن هذا بكل صراحة دون حتى أن تسأله، ولكن على الأرجح، ستحتاج إلى سؤاله مباشرة، وقد تكون هناك أيضًا لحظات خلال الجلسة، حيث تتاح لك الفرصة لقراءة لغة الجسد الخاصة به ومواجهة الأمر مباشرة؛ على سبيل المثال، إذا كنت تشرح للعميل كيف يمكن لتشويه الأفكار أن يؤدي إلى شعور معين ثم يقوم العميل بإظهار تذمره أو عدم اقتناعه بما تقول بلغة جسد معينة، فمن الأفضل أن تسأله عن رأيه مباشرة في نفس اللحظة.
لقد لجأ العميل إليك كمعالج نفسي لأنه مؤمن بأنك ستقوم بمساعدته، لكن إن لم يكن مقتنعًا بهذا النوع من العلاج فلن تنجح في مساعدته، إلا أنه هنالك عدة طرق يمكنك خلالها إقناعه بمدى صحة وقوة هذا العلاج.
التزم بالخطة العلاجية لكن كن مرنًا
قد تنحرف أحيانًا عن الخطة العلاجية، فقد يأتي العميل ليخبرك عن موقف سيء حصل معه خلال الأسبوع الفائت، لكن قبل أن يكمل حديثة قد ينتهي وقت الجلسة، حيث تُعد مناقشة المشكلات فور ظهورها جزءًا من العلاج، بغض النظر عن التوجه النظري، ويجب عدم الحد من أهميتها.
من الخطأ تجاهل موقف صعب حتى تتمكن من مراجعة الواجب المنزلي الذي حددته الأسبوع الماضي. ومع ذلك، في مرحلة ما، يجب أن تكون حازمًا في إعادة التركيز إلى العلاج السلوكي المعرفي.
العلاج المعرفي السلوكي هو طريقة علاج قوية. ومع ذلك، مثله كباقي أنواع العلاج النفسي، فهو لا يقل فعالية عن دور المعالج نفسه. لحسن الحظ، هناك خطوات يمكنك اتخاذها للتأكد من حصول عملائك على أقصى قدر من الفوائد من تجربة العلاج المعرفي السلوكي.