المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية National Center For Mental Health Promotion حيـــاة أفضــل
القائمة الرئيسية

أهمية الفحص الدوري لصحة الرجال

أهمية الفحص الدوري لصحة الرجال

 

للرجال فحوصات دورية شاملة لا تقتصر على الجانب الجسدي فحسب، بل تشمل أيضًا الفحص النفسي المدمج. وفي هذا العصر، يعاني كثير من الرجال ضغوطًا نفسية متزايدة قد تؤثر في صحتهم الجسدية وتنعكس سلبًا على جودة حياتهم.

لذا، يستعرض هذا المقال أهمية الفحص النفسي للرجال وأثره في الوقاية من المشكلات النفسية قبل حدوثها.

 

1. الفحص النفسي جزء لا يتجزأ من الرعاية الشاملة :

الوصمة الاجتماعية تمنع كثيرًا من الرجال من البحث عن الدعم النفسي، ما يؤدي إلى تراكم الضغوط والتفاقم التدريجي، خاصةً عندما يصاحب القلقَ أو الاكتئابَ أعراضٌ جسدية مثل الصداع أو الأرق.

في فحص الصحة العامة، تُطرح أسئلة عن الحالة العاطفية، والنوم، والمزاج لتشخيص اضطرابات مثل الاكتئاب أو القلق مبكرًا، وذلك للتدخل الفوري قبل تفاقم الحالات.

تشير المصادر إلى أن 70-90٪ من المرضى الذين يخضعون للرعاية النفسية يحققون تحسنًا كبيرًا في صحتهم النفسية ومن ثم في نوعية حياتهم.

 

2. ضغوط العمل والأدوار الاجتماعية وتأثيرها النفسي:

وبحسب APA، فالرجال أكثر ميلًا للانطوائية عند الضغط، وغالبًا ما يرضَوْن بالإرهاق بدلًا من التحدث عن مشاعرهم، ما يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وحتى ضعف الأداء الجنسي.

والفحوص النفسية والبدنية فرصة لاكتشاف هذه الأنماط، فهي تمكِّن الأطباء من اقتراح أساليب لإدارة الضغوط مثل تقنيات التأمل، والنوم الجيد، والنشاط البدني.

 

3. رصد القلق والاكتئاب قبل تفاقمهما:

الفحوص المنتظمة تساعد على الكشف المبكر عن علامات القلق أو الاكتئاب: مثل اضطراب المزاج، أو تراجع النشاط اليومي، أو التغير في نمط النوم، قبل أن تتحول إلى اضطرابات مزمنة أو تؤثر في الوظائف اليومية.

الفحص المبكر أيضًا يسهم في تقليل التكلفة الطبية على المدى الطويل؛ فقد وُجد أن التقييم النفسي يكشف الأعراض قبل تفاقمها، ويقلل حالات الاستشفاء.

 

4. التكامل بين الصحة الجسدية والنفسية:

يترافق القلق المزمن أو الاكتئاب مع أمراض جسدية؛ فقد يؤدي التوتر المتكرر إلى ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وضعف المناعة، واضطرابات النوم.

لذلك، فإن النشاط البدني -وهو مما يُنصح به في الفحوص الدورية- يزيد من إفراز الإندورفين، وهو بذلك يُعد علاجًا فعالًا قائمًا بذاته ضد الاكتئاب والقلق.

 

5. الاستعداد لمراحل الحياة المختلفة:

تبدأ الفحوص الدورية عادة في عمر الأربعين، لفحص القلب والسكري وضغط الدم. والجانب النفسي لا يقل أهمية عن ذلك، خاصة مع التغيرات المرتبطة بالعمل، أو العائلة، أو الأبوة.

فحص كيمياء الدم، مثل هرمون التستوستيرون، يمكن أن يبين التغيرات المزاجية والتغيرات في إنتاج الطاقة والحيوية، ومن ثم يعزز النصيحة للحفاظ على التوازن الجسدي والنفسي، أو العلاج إن لزم الأمر.

 

6. فوائد نفسية مباشرة للفحص المنتظم:

الفحص المنتظم يمنح الرجل شعورًا بالطمأنينة والسيطرة، إذ إن الفحوص تطمئنه على عدم وجود أمراض مستترة، ما يقلل من القلق الصحي المرتبط بالمجهول.

يبني الثقة النفسية بالذات ويعزز الوعي الصحي، ويدفع لاتخاذ خطوات عملية مثل تحسين النظام الغذائي وممارسة الرياضة وتقليل استهلاك الكحول والتدخين.

 

7. توصيات عملية للفحوص الشاملة:

- سنوات الثلاثينيات: تأكيد الفحص السنوي لضغط الدم، والسكر، والكوليسترول مع تقييم نفسي أولي.

- سنوات الأربعينيات: إضافة فحص القلب، والسكري، والبروستاتا، والصحة النفسية وتشمل استبانات مثل PHQ-9 للقلق والاكتئاب.

- عند تغيرات الحياة: عمل فحص نفسي عند التغييرات الكبيرة مثل خسارة وظيفة أو الانتقال إلى الأبوة.

- مع توصيات صحية تشمل: ممارسة الرياضة (30-60 دقيقة 3-5 مرات أسبوعيًّا)، واتخاذ أساليب إدارة التوتر مثل التأمل، وتقنيات التنفس.

 

الخاتمة:

الفحص الدوري إحدى أهم خطوات الكشف المبكر والوقاية الشاملة؛ إذ لا يكتفي بحماية الجسد، بل النفْس أيضًا، وهو ما يعزز قوة التحمل والرفاهية العامة. وعندما يغدو الرجل منخرطًا في فحوصات جسدية ونفسية، فإنه يتجه بخطًى ثابتة نحو صحة متكاملة، تثمر له حياة أكثر اتزانًا وطمأنينة.

 

مصدر1 مصدر2 مصدر3 مصدر4 مصدر5 مصدر6