المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية National Center For Mental Health Promotion حيـــاة أفضــل
القائمة الرئيسية

كيف نتحدث عن الصحة النفسية مع الآخرين؟

كيف نتحدث عن الصحة النفسية مع الآخرين؟ 

 

 

عند التحدث مع الآخرين عن الصحة النفسية أو المشكلات النفسية التي نمر بها، فإننا نتردد كثيرًا، ونفضل الصمت أو تأجيل الحديث إلى وقت آخر، إلى أن تتفاقم المشكلات أكثر ولا يمكننا إخفاؤها.

لنعرِّف الصحة النفسية أولًا.. الصحة النفسية ليست الخلو من أي مشكلات نفسية أو مشاعر سلبية أو السعادة الدائمة، وإنما هي مرونة وقدرة على التعامل مع مواقف الحياة وتحدياتها وتنظيم المشاعر المرتبطة بالانزعاج النفسي، والأهم قدرة المرء على النظر إلى المواقف باتزان، والتعامل مع الأفكار السلبية بمرونة نفسية وبالتأقلم معها.

 

تعرف منظمة الصحة العالمية الصحة النفسية بأنها:

"حالة من الرفاه النفسي الذي يُمَكِّن الأشخاص من التأقلم مع ضغوط الحياة ومعرفة قدراتهم والتعلم والعمل بدافعية، ما يسهم في المشاركة المجتمعية ويعطي قيمة داخلية للفرد وخارجية للمجتمع حوله؛ وهو ما يعكس الصحة النفسية".

 

كيف أتحدث مع الآخرين عن الصحة النفسية؟

تحاور مع الشخص الآخر بالطريقة المناسبة لعمره وبأسلوب سهل. من الممكن أن يكون ذلك الحوار وجهًا لوجه أو عن طريق الهاتف أو كتابة رسالة.

اختر وقتًا ومكانًا مناسبَين، بمعنى أن تكون واعيًا بالبيئة المحيطة، بأن تكون هادئة ومريحة وخالية من المقاطعات والإزعاج.

 تدرب على ما ترغب في قوله. يمكنك كتابة بعض الملاحظات في الهاتف النقال قبل الحوار. ويمكنك استخدام عبارات تساعدك مثل "لم أعد أشعر كما كنت في السابق" "أجد صعوبة في التأقلم مع الحياة مؤخرًا".

استخدم أمثلة ومعلومات توضح ما تشعر به. مثل استخدام مقولة معروفة أو بيت قصيد يساعدك في وصف شعورك.

قد يكون من غير المريح أحيانًا أن تتحدث عن جانب شخصي تشعر به ومؤثر في حياتك. كن صادقًا وصريحًا لكي يفهم الطرف الآخر ما تحتاج إليه وتشعر به.

الهدف من الحوار ليس إزالة كل المشكلات وحل الأزمات، بل قد يكون أحيانًا لطلب المشورة للتفكير بمنظور مختلف أو للحصول على الدعم النفسي الكافي للمضي قدمًا.

عندما تعبر عن مشاعرك قد يطرح عليك الشخص سؤال كيف أساعدك؟ أخبره كيف ترغب في الحصول على الدعم، فقد يكون الدعم على شكل مساحة آمنة أو مكالمة مختصرة في نهاية الأسبوع أو المشي معًا بمكان عام.

لا تتوقع كثيرًا من حوار حدث مرة واحدة، ولا تتوقع أن يفهم الآخرون مشاعرك من المرة الأولى. فهم المشكلات والأزمات النفسية يتطلب وقتًا وبعض الأشخاص قد يشعرون بالصدمة والأسى عندما يعلمون للوهلة الأولى. من المهم أن تعطيهم مدة زمنية تسمح لهم فيها بفهم ما قلته سابقًا، ولكن خطِّط ليكون للحديث بقية في المرة القادمة لكي يكون لك فرص أفضل في توضيح ما تشعر به وما تحتاج إليه.

 

كيف أستَمِع للآخرين عند التحدث عن الصحة النفسية؟

كثير من الأشخاص يعتقدون أن التحدث عن الصحة النفسية ومشكلاتها يتطلب رَدَّة فعل وحلًّا واقتراحات لمعالجة المشكلة، ولكن الشخص الذي يعيش المعاناة يرغب في الدعم والمواساة والشعور بالثقة ووجود الآخرين خلال تأقلمه ومرحلة علاجه. وهذا يحتاج إلى قدرة على التقبل من الطرفين وأن يكون الأشخاص الذين يتحاورون في مشكلة نفسية منفتحين لتجربة الطرف الآخر ولا يتدخلون في طريقة تعامله مع مشاعره وأفكاره مباشرةً.

 

التحدث عن الصحة النفسية يتطلب فقط تقبُّل الطرف الآخر ومحاولة صادقة للدعم وتوفير الحب اللازم ومصادر للتواصل سريعة وفعالة. فالاستجابة للحوار يعني أنك مهتم وهو بذاته خطوة أولى للدعم واستمرار الحوار عن الصحة النفسية.

 

المصدر