المركز الوطني لتعزيز الصحة
النفسية
National
Center For Mental Health Promotion
حيـــاة
أفضــل
تعد الكفاءة الثقافية أمرًا أساسيًّا في الرعاية الصحية النفسية، حيث تمكِّنُ مقدّمي الرعاية من تلبية احتياجات الأفراد ذوي الخلفيّات الثقافية المختلفة بشكل فعّال؛ ومع استمرار الفوارق والفجوات في الصحة النفسية بين المجموعات العرقية والخلفيات الثقافية وغيرها من التنوعات الاجتماعية المختلفة فقد أثبتت الممارسات ذات الكفاءة الثقافية أنّها فعّالة ومحوريّة في جسر تلك الفوارق وسد تلك الفجوات، وذلك بتحسين الرعاية الصحية العادلة وتعزيز النتائج الصحية المرضية.
المكــونــات الأســاســيــة للكــفــاءة الثـقـــافـــيــة
فهم التنوع:
تضمن الكفاءة الثقافية لمقدمي الرعاية الصحية القدرة على تعرّف الاختلافات الثقافية واللغوية والاجتماعي للمرضى واحترامها، وهي الاختلافات التي تؤثّر في تجارب أولئك المرضى وفي نتائج الصحة النفسية، وتشمل تلك القدرة فهم التحديات الخاصة التي تواجه الأقلّيات والأشخاص ذوي الإعاقة.
تحسين التواصل مع المرضى:
تعزّز برامج التدريب قدرة المتخصصين في الصحة على معالجة التحيّزات اللاواعية للمرضى وتحسين التواصل مع شتى أنواعهم، ويشمل ذلك اكتساب الخبرة حول الفروق الثقافية والحالات الشائعة داخل بعض الفئات السُكّانية وتعزيز ثقة المرضى في معالجيهم بفضل التعاطف والوعي.
استغلال الكفاءات الثقافية:
يجب على المؤسسات دمج الكفاءة الثقافية في مختلف المستويات الهيكلية للمؤسسات الصحية، مثل توظيف ثنائيي اللغة من أجل تقديم خِدْمَاتِ الترجمة وتكييف التدخّلات الصحية النفسية لتتوافق مع معتقدات المرضى وممارساتهم الثقافية.
أدلة فاعلية الكفاءة الثقافية في تحسين الحالة الصحية للمرضى
أظهرت البحوث أن الكفاءة الثقافية لأعوان الرعاية الصحية تحسّن نتائج المرضى عن طريق ما يأتي :
تحسين مواقف مقدّمي الرعاية أمام المرضى، والتقليل من الصور النمطية وتعزيز العلاقـات بهـم
إزالة حواجز الوصمة واللغة والافتقار إلى الثقة التاريخية في أنظمة الرعاية الصحية
التقليل من الأخطاء الطبية في حق المرضى ذوي الكفاءة اللغوية المحدودة وكسب رضاهم
التـــحـــدّيـــات والتـــوصيـــات
على الرغم من التقدّم الملحوظ في نتائج برنامج الرعاية الصحية ما تزال هناك تحدّيات مثل: عدم المساواة النظامية، القيود على الموارد، والمقاومة للتغيير، وللتغلب على تلك التحدّيات، ينبغي لأنظمة الرعاية الصحية التزام الحلول الآتية:
اعتماد أطر مبنية على الأدلة للكفاءة الثقافية، مثل المعايير الوطنية ( CLAS )
إجراء تقييمات مستمرة للفجوات ضمن المجموعات السكانية، وتعديل الممارسات وفقًا لها
تعزيز مشاركة المرضى والمجتمعات في عملية التقييم، لضمان أنَّ التدخّلات ذات صلة وفعّالية
وأخيرًا، تعد الكفاءة الثقافية مسؤولية أخلاقية، وليست نهجًا استراتيجيًا لتحسين جودة الرعاية الصحية النفسية فحسب؛ وبفضل الاستثمار في التدريب و إجراء التغييرات المطلوبة على مستوى الأنظمة والتعاون مع عناصر المجتمع يمكن لمقدّمي الرعاية النفسية ضمان رعاية شاملة وفعّالة، وذلك ما يقلّل من الفجوات، ويحسّن النتائج للجميع.
المصدر1 المصدر2 المصدر3 المصدر4 المصدر5