.
التعامل مع الفقد
يسبب الحزن بعد الفقد المؤلم تأثيرات طويلة الأمد في الحالة النفسية للشخص، سواءً كان بسبب فقدان شخص غالٍ، أو إنهاء علاقة، أو بسبب حدث سلبي أثر في حياة الشخص.
تناولت العديد من الدراسات الموضوع، وظهرت نتائج متشابهة أن حزن الفقد يؤدي إلى ارتفاع مستوى الاكتئاب والقلق وأعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، على سبيل المثال، تابعت دراسة حديثة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية الأفراد الذين مروا بتجربة فقدان شريك، ووجدوا أن الحزن المستمر خلال السنة الأولى يزيد من احتمالية التشخيص بالاكتئاب، وهذا لا يقتصر على الحزن فقط، حيث إن بعض الدراسات لاحظت أعراض أخرى مرتبطة بالفقد مثل القلق والفزع ومشاعر الخوف الشديد والعجز.
عندما نتفهم تأثير هذه التجارب في الإنسان ندرك أهمية الدعم النفسي، والاهتمام بالذات بعد الفقد، وكلما كان التدخل مبكرًا كان إيجابيًا في منع ظهور أعراض سلبية على الشخص، وكما إن آثار الفقد تظهر على صحة الشخص النفسية، فهي مؤثرة كذلك في علاقاته الاجتماعية وتوازنها، تشير دراسة أجراها باحثان في أن الفقد يقود الشخص إلى الشعور بالوحدة وانخفاض تقدير الذات، ووفقًا لذلك، إنَّ دعم الروابط الاجتماعية، والانخراط بنشاطات تعزز الشعور بالألفة، وممارسة النشاط البدني يعزز من تقدير الذات والرعاية الذاتية، ويحد من التأثير السلبي للفقد.
إنَّ التعامل مع الخسارة تجربة شخصية وصعبة يمكن أن تثير مشاعر شديدة من الحزن والغضب والارتباك، في حين أن آلام الخسارة صعبة بطبيعتها، إلا أن هناك استراتيجيات قائمة على الأدلة العلمية يمكن أن تساعد الأفراد على التأقلم وإعادة بناء إحساسهم بالراحة تدريجيًا.
تتمثل إحدى هذه الاستراتيجيات في:
السعي نحو الحصول على الدعم من الأصدقاء الموثوق بهم، أو العائلة، أو المتخصصين في الصحة النفسية.
يمكن أن يوفر الانخراط في مجموعات دعم العلاج أو الحزن مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر، ومشاركة الخبرات واكتساب منظور مختلف.
أحد العناصر الرئيسة في التعامل مع الحزن هو عملية القبول، كما لاحظ مستشارو الحزن والباحثون، فإن قبول حقيقة فقدان الموت ونهايته (في حالات الفجيعة) هو خطوة حاسمة نحو الشفاء، حيث يسمح هذا القبول للأفراد بالتخلي تدريجيًا عن الأمل في لم الشمل والتركيز على إيجاد المعنى والهدف في واقعهم الجديد.
من المهم أن تتذكر أن الحزن تجربة يعاني منها الجميع بشكل مختلف، ولا يوجد جدول زمني محدد للشفاء، وتعتبر الرعاية الذاتية الرحيمة وإعادة المشاركة التدريجية في الأنشطة الاعتيادية من المكونات الرئيسة للحزن الصحي، من خلال الاعتراف بألم الفقد والسعي بمبادرات متواضعة للحصول على الدعم والرعاية الذاتية، ويمكن للأفراد التنقل في هذا الفصل الصعب وإيجاد هدف ومعنى متجدد في النهاية.
مع تحيات المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية