المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية National Center For Mental Health Promotion حيـــاة أفضــل
القائمة الرئيسية

في يوم الصحة العالمي 2025: خطوات نحو رفاه نفسي وصحة جسدية متوازنة

في يوم الصحة العالمي 2025: خطوات نحو رفاه نفسي وصحة جسدية متوازنة

 


تحقيق التوازن بين الصحة النفسية والجسدية هو هدف يسعى إليه الكثيرون، حيث تُعد المرونة النفسية، العافية، والعلاقات الاجتماعية ذات المعنى ركائز أساسية لحياة صحية ومفعمة بالرفاه. وفي هذا اليوم العالمي للصحة، نسلط الضوء على مجموعة من المبادئ التي تساهم في تعزيز هذا التوازن، وتُشكل أساسًا لحياة أكثر استقرارًا وجودة.

1- الصحة الجسدية

النشاط البدني المنتظم يُعد عنصرًا جوهريًا للحفاظ على صحة الجسم والعقل. يوصى بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا من الأنشطة متوسطة الشدة مثل: المشي، السباحة، وركوب الدراجة. كما تساهم تمارين المقاومة في تحسين الكتلة العضلية، والمساعدة في فقدان الوزن، مما ينعكس إيجابًا على الصحة النفسية من خلال تعزيز الطاقة والمزاج.

2- الغذاء المتوازن

اتباع نظام غذائي غني بالفيتامينات والمعادن، خاصة تلك الموجودة في الفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة، يعزز الصحة الجسدية والعقلية. فقد أشارت دراسة حديثة لـ Nishi وآخرين (2023) إلى أن تناول الأطعمة المضادة للالتهابات يدعم صحة القلب ويُسهم في تقوية وظائف الجسم كافة، بما فيها القدرات المعرفية.

3- جودة النوم

النوم المنتظم والكافي لا يُعد رفاهية، بل ضرورة للصحة العامة. يؤثر النوم بشكل مباشر على المزاج، التركيز، والدافعية. وتشير الأدلة إلى أن بعض اضطرابات المزاج، مثل اضطراب ثنائي القطب، تتأثر بتغير نمط النوم، مما يُؤدي إلى تقلبات حادة في الحالة النفسية. لذا، يُنصح بالحفاظ على جدول نوم منتظم طوال الأسبوع.

4- الرفاه النفسي

الرفاه النفسي لا يعني الشعور بالسعادة الدائمة، بل يشير إلى قدرة الفرد على تنظيم مشاعره، وإدارة الضغوط، والتعامل مع التحديات بطريقة صحية. يمكن تحقيق ذلك من خلال ممارسات بسيطة مثل: التنفس العميق، التقبل الذهني، واستراتيجيات إدارة التوتر.

من المهم أيضًا الحفاظ على الاهتمامات الشخصية، وعدم التراجع عن الأنشطة الممتعة والتفاعل الاجتماعي خلال فترات الضغط، لتجنب الغرق في التفكير المفرط بالماضي أو القلق بشأن المستقبل.

5- الترابط الاجتماعي

العلاقات الاجتماعية الداعمة تُعد من أقوى العوامل التي تعزز الرفاه النفسي. سواء من خلال قضاء الوقت مع العائلة أو الأصدقاء، أو حتى التواصل عبر الهاتف، فإن هذا الدعم يُعزز الشعور بالانتماء والتقدير. كما أن التعرف على أشخاص جدد، والمشاركة في الأنشطة المجتمعية، وتقديم العطاء للآخرين يعمق الإحساس بقيمة الذات ويُعطي للحياة معنى أكبر.

6- النمو الشخصي والإنتاجية

تحديد أهداف قابلة للتحقيق على المستوى الصحي أو المهني أو الشخصي يعزز التقدير الذاتي ويُشعر الفرد بالإنجاز. تجربة هواية جديدة أو تعلم مهارة ما قد يُساعد على تنشيط التفكير، وتوسيع آفاق العقل بعيدًا عن دوائر التفكير السلبي.

الخاتمة

الوصول إلى الصحة النفسية والرفاه ليس هدفًا نهائيًا، بل هو رحلة مستمرة تتطلب الوعي والمرونة. فالحياة مليئة بالتحديات، ومن الطبيعي أن نمر بفترات من التذبذب، لكن القدرة على العودة إلى حالة من التوازن النفسي بعد كل ضغوط أو أحداث مؤلمة هي ما يُشكل جوهر الصحة النفسية.

ابدأ اليوم بخطوة صغيرة نحو نمط حياة أكثر توازنًا، وامنح صحتك النفسية والجسدية الاهتمام الذي تستحقه.



المصدر1 المصدر2