المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية National Center For Mental Health Promotion حيـــاة أفضــل
القائمة الرئيسية

الاكتئاب والتدخين: كيف نُسهم في دعم الإقلاع وتحقيق الاستقرار النفسي؟

الاكتئاب والتدخين: كيف نُسهم في دعم الإقلاع وتحقيق الاستقرار النفسي؟

 
يُعد التدخين من أكثر العادات الضارة انتشارًا، حيث تشير بيانات Global State of Tobacco Harm Reduction (2021) إلى أن نسبة المدخنين في السعودية تتجاوز 16%. ورغم أضراره الصحية مثل أمراض القلب والجهاز التنفسي، لا يزال الإقلاع عنه تحديًا صعبًا، لا سيما للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب.

تهدف هذه المقالة إلى استعراض تأثير الاكتئاب في سلوك التدخين وصعوبات الإقلاع، مع تقديم أساليب دعم قائمة على الدليل تساعد على تعزيز الاستقرار النفسي والتحرر من الاعتماد على النيكوتين.

الارتباط بين الاكتئاب والتدخين
تشير الأدلة إلى أن الأفراد المصابين بالاكتئاب أكثر عرضة للتدخين بنسبة تصل إلى 2–3 أضعاف مقارنة بغيرهم (Cahill et al., 2016). وتُعزى هذه العلاقة إلى محاولة التخفيف من المشاعر السلبية عبر التدخين، حيث يعمل النيكوتين كمادة تؤثر مؤقتًا على الحالة المزاجية، ما يؤدي إلى نوع من التنظيم المزاجي المؤقت وليس تحسينًا حقيقيًا في الصحة النفسية.

هذه الراحة المؤقتة تؤدي إلى الاعتماد النفسي وتفاقم أعراض الاكتئاب على المدى الطويل، إذ يعزز التدخين دورة سلبية من التسكين المؤقت للمشاعر وتأجيل التعامل مع الجذور الحقيقية للاضطراب النفسي (Epperson et al., 2015).

تحديات الإقلاع عن التدخين لدى المصابين بالاكتئاب

الإقلاع عن التدخين يواجه تحديات خاصة عند مرضى الاكتئاب للأسباب التالية:
·       أعراض الانسحاب: مثل القلق والتهيج وصعوبة التركيز، والتي تتشابه مع أعراض الاكتئاب، مما يزيد الارتباك لدى المصاب ويضعف دافعيته.
·       الأفكار السلبية: يشيع التفكير المحبط مثل "لن يتغير شيء"، أو "لا أحد يهتم إن أقلعت"، ما يؤدي إلى تقليل الحافز الشخصي للإقلاع.

وقد أظهرت دراسات أن استخدام العلاج المعرفي السلوكي (CBT) ومقابلات الدافعية (Motivational Interviewing) يقلل من معدل الانتكاس، ويعزز من قدرة المرضى على إدارة المشاعر والأعراض الانسحابية (Lanza & Rojas, 2015).

إستراتيجيات فعّالة لدعم الإقلاع عن التدخين

فيما يلي توصيات عملية قائمة على الدليل لمساندة المصابين بالاكتئاب في الإقلاع عن التدخين:
1.    التفهم والصبر: الإقلاع عن التدخين عملية معقدة، تتطلب وقتًا ودعمًا لا يتضمن النقد أو الضغط.
2.    فهم دوافع التدخين: تحديد ما إذا كان التدخين للتعامل مع التوتر أو كعادة اجتماعية يوجه أسلوب الدعم المناسب.
3.    تقديم الدعم النفسي: التواجد في أوقات التوتر والامتناع عن اللوم يقلل المشاعر السلبية.
4.    الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة: تشجيع تقليل عدد السجائر أو الامتناع المؤقت خطوة مشجعة للإقلاع الكامل.
5.    التوجيه إلى العيادات المتخصصة: للحصول على بدائل نيكوتين آمنة ومناسبة.
6.    التعامل مع الانتكاسات: فهم أنها شائعة والعودة إلى الهدف دون إشعار بالفشل.
7.    تهيئة البيئة: إزالة أدوات التدخين تقلل من الرغبة وتدعم التغيير.
8.    بدائل صحية: تشجيع الرياضة، تمارين التنفس، وتمارين الاسترخاء كأساليب لتقليل التوتر.

الخاتمة
الإقلاع عن التدخين رحلة مليئة بالتحديات، خاصة لدى المصابين بالاكتئاب. ومع ذلك، فإن الدعم النفسي القائم على التعاطف، وتعزيز الحافز الشخصي، والاحتفال بالنجاحات الصغيرة يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا. تذكير الشخص بالفوائد الصحية والنفسية طويلة المدى، مع تقديم الدعم المستمر، يزيد من فرص النجاح والالتزام بالعلاج.
 
 
المصدر1 المصدر2 المصدر3 المصدر4 المصدر5