دور العبادة والذكر في تخفيف القلق والضيق خلال رمضان.
شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لتعزيز الروحانيات وتحسين الصحة النفسية؛ ذلك أن العبادات من الوسائل الفعالة في تخفيف القلق ولضيق ، ومن ثَم السعادة والراحة النفسية.
في هذا المقال، نستعرض كيف تساعد العبادات والذكر على تعزيز الصحة النفسية.
· الصلاة وسيلة للتواصل الروحي
الصلاة أهم عبادات المسلمين، فهي صلة مباشرة بين العبد وربه، قال اللَّه تعالى في كتابه الكريم: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (طه: 14)؛ وذلك يُظهر أهمية الصلاة وسيلةً للتقرب إلى اللَّه عز وجل. كما تشير الأحاديث النبوية إلى أثر الصلاة في إيجاد الطمأنينة النفسية، فقد قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: "أَرِحْنَا بها يا بلال"؛ وذلك يدل على أن الصلاة مصدر للراحة النفسية والسكينة والطمأنينة.
أثبتت الدراسات أن أداء الصلاة بانتظام يُعزز من الشعور بالسلام الداخلي، ويقلل من القلق. وفقًا لدراسة نُشرت في Journal of Health Psychology، فإن الملتزمين بالصلاة يشعرون بتحسن في صحتهم النفسية.
· ذكر اللَّه
الذكر وسيلة فعالة لتخفيف الهموم والضيق؛ فقد قال اللَّه عز وجل: {ألا بذكر اللَّه تطمئن القلوب}. وهناك أحاديث كثيرة عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذا المعنى.
وذَكَرَ ابن باز -رحمه اللَّه- في فتاويه أن ذكر اللَّه هو من أفضل الوسائل لتخفيف الهموم والآلام، إذ يقول: "إن ذكر اللَّه يُذهب الهموم ويجلب السعادة".
· الصيام وتأثيره في الصحة النفسية
الصيام عامةً له تأثيرات إيجابية في الصحة النفسية؛ فعندما يمتنع المسلم عن الطعام والشراب، فإنه يتعلم ضبط النفس ويعزز من قوة الإرادة. أثبتت دراسة نُشرت في American Journal of Psychiatry أن الصيام يُمكن أن يحسن المزاج ويقلل من القلق.
ونجد ابن القيم -رحمه اللَّه- في كتابه الجواب الكافي يذكر أن الصيام يُعزز من صفاء القلب ويقرب العبد من ربه؛ ومن ثم تحسُّن الصحة النفسية.
كذلك فإن الصيام يُساعد كثيرًا في تحقيق التوازن النفسي والروحي؛ وهذا أمر ظاهر ومشاهَد.
· الترابط الاجتماعي ودوره في تخفيف القلق
العبادات الجماعية، مثل صلاة التراويح، فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية؛ ذلك أن الشعور بالانتماء والدعم الاجتماعي هو من العناصر الأساسية للصحة النفسية. هناك دراسة أُجريت في Social Science & Medicine تشير إلى أن الدعم الاجتماعي له دور كبير في تقليل مشاعر القلق والاكتئاب.
· الاسترخاء والهدوء النفسي
أداء العبادات يساعد على الاسترخاء والهدوء؛ فانتظام العبادات والمداومة عليها كل يوم يقلل كثيرًا من حدة التوتر والقلق.
وختامًا، فمن دون شك أن أداء العبادات والذكر له دور بارز في تخفيف القلق والضيق و تحسين الصحة النفسية عامةً خلال شهر رمضان؛ من خلال تعزيز الروحانيات، وتحسين العلاقات الاجتماعية، وتوفير فرص للاسترخاء. إن الانتظام في أداء هذه العبادات يوميًّا، لا شك له تأثير إيجابي كبير في الصحة عامةً والصحة النفسية على وجه الخصوص.
المصدر1 المصدر2 المصدر3 المصدر4
المصدر5 المصدر6 المصدر7 المصدر8