.
تراجع معدلات ممارسة التمارين لدى الشباب وتأثيره في صحتهم النفسية
كشفت دراسة أمريكية عن انخفاض معدل ممارسة فئة الشباب للتمارين والأنشطة الرياضية، ما يشكل تأثيرًا سلبيًا في صحتهم النفسية ومستويات الإدراك لديهم، علاوةً على التأثيرات الصحية العامة المرتبطة بالسمنة وانخفاض مستويات اللياقة الجسدية، والتي بدورها هي الأخرى تؤثر سلبًا أيضًا في الصحة النفسية.
النتائج كانت جاءت عقب تحليل بيانات نظام مراقبة السلوكيات الخطرة لدى الشباب في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو نظام يتبع لمركز السيطرة على الأمراض، والذي يوصي بضرورة ممارسة الشباب في المرحلة العمرية 16-17 عامًا للأنشطة البدنية، مثل الجري والألعاب الرياضية لمدة تُقدر بحوالي 60 دقيقة يوميًا.
ووفقًا للمركز، تُسهم ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة البدنية في الحد من فرص التعرض للاكتئاب والقلق، وتعزز من القدرات الإدراكية مثل الذاكرة، كما أنها تُساعد على الوقاية من السمنة وانخفاض مستويات اللياقة مع التقدم بالعمر.
وتُعد الفترة السنية 16-17 عامًا خلال مرحلة الشباب الأكثر ارتباطًا بممارسة الأنشطة والتمارين الرياضية في الوضع الطبيعي، حيث تنخفض معدلات ممارسة الأنشطة البدنية مع التقدم في العمر لأسباب تتعلق بانخفاض القدرة على تخصيص فترات زمنية خلال اليوم لممارسة تلك النشاطات، ومن أحد أبرز الأسباب الظروف المرتبطة بالعمل.
وعند الاطلاع إلى الدراسات السابقة كان حوالي نصف المشاركين يؤكدون ممارساتهم للأنشطة الرياضية لمدة خمسة أيام على الأقل في الأسبوع، وحوالي 3:10 يمارسون الأنشطة البدنية والرياضية يوميًا، إلا أنَّ العقد الأخير شهد انخفاض في الأرقام بدلًا من ارتفاعها، حيث تُشير التفاصيل إلى أنَّ نسبة المراهقين الذين يمارسون الأنشطة البدنية والرياضية لمدة خمسة أيام في الأسبوع انخفضت إلى 44.1٪ ، بينما انخفضت نسبة من يمارسونها يوميًا إلى 23.2٪. في حين كانت الصدمة بارتفاع نسبة الشباب الذين أبلغوا عن عدم ممارسة الرياضة على الإطلاق من 13.8٪ إلى 17.0٪ خلال نفس الفترة.
ويُفسر المختصون انخفاض معدل ممارسة فئة الشباب للتمارين والأنشطة الرياضية نتيجة ما يمكن تسميته "الإدمان الرقمي" وهو الاستخدام المبالغ به للأجهزة الذكية من خلال تصفح مواقع التواصل الاجتماعي وممارسة ألعاب الفيديو .
ودعمت الدراسة نتائج سابقة تشير إلى معدل ممارسة الشباب للتمارين الرياضية والأنشطة البدنية خلال سن 16 و17 عامًا بات مُشابهًا لمعدل ممارستها لمن هم في عمر 60 عامًا، على الرغم من اختلاف الظروف الجسدية وطبيعة الحياة المعيشية بين الفئتين العمريتين.