لماذا وكيف نخطط لحياتنا؟
كثيراً من الأحيان يلاحظ المتأمل في قصص الناجحين مدى اهتمامهم وممارستهم لمهارات التخطيط والتنظيم ووضع الأهداف المستقبلية، والتي تمثل في دورها أساس النجاحات العظيمة والحياة السعيدة التي عاصرها هؤلاء الناجحين.
ما هي أهمية التخطيط؟
1.تحسين الأداء: يزيد مستوى أداء الأفراد الذين يخططون لأهدافهم باحترافية ويحققون نجاحات أكثر، وقد أوضح ذلك الأستاذ المساعد (Ad Kleingeld) بجامعة (Eindhoven University of Technolog) بهولندا في دراسة نشرت له ولفريقه البحثي في عام 2011م بمجلة (Journal of Applied Psychology) (1).
2.زيادة مستوى السعادة: نشر البروفيسور (Andrew K. MacLeod) وآخرون من جامعة لندن دراسة علمية أثبتت ذلك في مجلة (Journal of Happiness Studies) (٢).
3.زيادة قدرة وكفاءة الفرد: يعتمد التخطيط في أصله على أهمية معرفة الفرد لرغباته ونقاط قوته وضعفه، وبالتالي يمكن للفرد معرفة قدراته وزيادة كفاءته.
4.مضاعفة النجاح: نجاح الفرد ليس سوى تراكم لإنجاز أهداف مختلفة والتي تصنع له حياة ذات جودة وقيمة أفضل، خاصة عندما يمارس الفرد إعادة التخطيط والتنظيم بشكل أساسي.
5.التقليل من نسبة الفشل: غالباً ما تكون التجارب الفاشلة بسبب عدم وجود تخطيط ناجح وواضح، لذلك لابد للفرد أن يدرس الاحتمالات المتوقعة ويضع الخطط لتلافي الوقوع في الفشل.
6.زيادة سيطرة الفرد على جوانب حياته: إن شمولية التخطيط المتوازن على كافة الجوانب الاجتماعية والعملية والمالية والصحية وغيرها من مختلف الجوانب، تعطي إحساساً للفرد بالقدرة على السيطرة على حياته بشكل كبير ، مما يزيد من نسبة رضاه واستمتاعه بالحياة.
7.زيادة الثقة والحماسة: يساهم التخطيط والتنظيم المتزن لإنجاز أهداف حياة الفرد من مضاعفة ثقته بنفسه، وزيادة تقديره لذاته ومستوى حماسه، ويرفع من نسبة شعوره بالارتياح، وقد دللت عدد من الدراسات في علم الأعصاب إلى أن مادة الدوبامين - المسؤولة عن زيادة الحماس وتحسين المزاج - إلى زيادة نسبة الحماس وتحسين المزاج كلما مارس الفرد التخطيط والإنجاز بقدرة وكفاءة عالية.
8.تصفية الذهن: يساعد التخطيط المتزن على تصفية الذهن، وبالتالي فإن وجود أهداف غير مرتبة وغير منظمة ضمن خطة حياة الفرد يجعلها عالقة في العقل ومسببة للتشتت، وقد أثبت ذلك كلاً من (Masicampo) و(Baumeister) من جامعة فلوريدا من خلال عددٍ من الدراسات العلمية المتخصصة بهذا المجال (3).
كيف نخطط؟
تعتمد طريقة التخطيط على نوع الخطة وأهدافها.
خطة الحياة:
1.حدد قيمك.
2.تعرف على نمط شخصيتك وقدراتك
3.ابحث عن شغفك وطموحك.
4.حدد رؤيتك لمستقبل حياتك.
الخطة التنفيذية:
1.اكتب أهدافك خلال مدة: (10) سنوات، (5) سنوات، العام الحالي.
2.قسم العام إلى (4) أجزاء، كُل جزء منها إلى ثلاثة أشهر.
3.حول أهداف العام إلى إجراءات وعادات شهرية وأسبوعية ويومية.
4.اجعل أهدافك تشمل كل أدوارك في الحياة، على سبيل المثال: (دور الأب، دور الزوج، دور الموظف، ...إلخ).
5.رتب الأهداف على حسب الأولويات.
6.لتكن خطتك مرنة وقابلة للتعديل والتغيير.
7.حول الأهداف إلى أنظمة حياة، فلو كان أحد أهدافك هذا العام تأليف كتاب، فلابد عليك من صناعة نظام للكتابة، وذلك من خلال تخصيص وقت اسبوعي لذلك.
8.جرب وقيم وطور خططك وسبل أهدافك.
ملاحظة:
قد يؤدي بالفرد حينما يخطط بشكل خاطئ ويضع أهدافاً غير محددة وغير متوافقة مع خططه إلى الإحباط وربما يصاب بالاكتئاب، وقد أثبت عدد من الباحثين في أستراليا وبريطانيا في دراسة نشرت لهم في عام ٢٠١٦م في مجلة (PLos One) (٤).
(1) Kleingeld, Ad,van Mierlo, Heleen, Arends, Lidia . The effect of goal setting on group performance: A meta-analysis. Journal
of Applied Psychology,Vol 96(6), Nov 2011, 1289-1304
(2) Andrew K. MacLeod, Emma Coates, Jacquie Hetherton . Increasing well-being through teaching goal-setting and
planning skills: results of a brief intervention , Journal of Happiness Studies June 2008, Volume 9, Issue 2, pp 185–196
(3) Masicampo, E. J. Baumeister, Roy F. . Consider it done! Plan making can eliminate the cognitive effects
(4) Joanne M. Dickson , Nicholas J. Moberly, Christian O’Dea, Matt Field .Goal Fluency, Pessimism and Disengagement
in Depression. PLos One , November 30, 2016 .