المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية National Center For Mental Health Promotion حيـــاة أفضــل
القائمة الرئيسية

التباعد الإجتماعي والإنعزال الإجتماعي

 

 

يخلط الكثير من الناس بين مفهوم التباعد الإجتماعي ومفهوم الإنعزال الإجتماعي لذلك نحاول في هذه السطور تسليط الضوء على بعض الفروقات البسيطة:

التباعد الإجتماعي Social Distancing:

 حفظ مسافة مكانية بينك وبين الآخرين حوالي مترين (٦ أقدام) بهدف تقليل ومنع العدوى وانتشار الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-١٩) كالكحة او العطاس عبر الرذاذ.

• يهدف ايضاً الى منع انتقال العدوى عبر المصافحة او التلامس او التجمعات البشرية وتحسين التهوية الطبيعية.

• الابتعاد عن الآخرين لا يعني الانفصال عنهم وعدم التواصل معهم من خلال وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة.

• مسمى التباعد الإجتماعي قد يسبب لغط عند البعض حيث أن التسمية الأدق هي التباعد المكاني Geographical Distancing او التباعد الجغرافي او كما تفضل منظمة الصحة العالمية تسميته بالتباعد الجسدي  Physical Distancing فكلمة التباعد الإجتماعي تميل الى الجانب المعنوي بينما التباعد المكاني او الجسدي تميل الى الجانب الفيزيائي.

• الحجر الصحي Quarantine يستخدم للحفاظ على الأشخاص المشتبه تعرضهم لفيروس كورونا بعيداً عن الآخرين لمعرفة ما اذا كانوا مرضى.

• العزل الصحي Isolation يستخدم لعزل الأشخاص المصابين بفيروس كورونا لمنعهم من نقل العدوى للآخرين.

• كما قد تصل اقصى الاجراءات الاحترازية للتباعد الاجتماعي او الجسدي الى حظر التجول والسفر واغلاق المدارس واماكن العمل وغيرها والغاء المناسبات والتجمعات بشكل كامل.

• من سلبيات التباعد الاجتماعي او الجسدي هو الشعور بالوحدة، انخفاض مستوى التفاعل المباشر والإنتاجية نتيجة اجراء بعض التغييرات في البيئة المحيطة، ومع هذا كله فإن فوائد التباعد تطغى على سلبياته.

• هناك مشاعر سلبية قد تعتري البعض اثناء الحجر او العزل كالقلق او الخوف، العصبية، الغضب، الاحباط، الحزن، الملل، او غير ها من المشاعر ، وربما يكون هناك استثارة لأي اعراض او اضطرابات نفسية سابقة او محتملة.

• ومن اهم النصائح في مثل هذه الظروف هي التقيد بالاجراءات الاحترازية واتباع توجيهات الجهات المعنية وتقليل التعرض للأخبار والابتعاد عن الشائعات، ممارسة الانشطة الرياضية والترفيهية، النوم الصحي والتغذية الجيدة، ممارسة الإسترخاء، والتواصل مع الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، العمل عن بعد، وطلب الاستشارة الطبية او النفسية الهاتفية عند الضرورة.

 

 

الإنعزال الإجتماعي Social Isolation:

• الإنسان بطبعه اجتماعي والتواصل الإجتماعي هو حاجة إنسانية اساسية لتعزيز صحته النفسية والجسدية حيث تقع هذه الحاجة في المستوى الثالث من هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية.

• وجدت الدراسات أن الأشخاص السعيدين لديهم ارتباط اجتماعي بالآخرين، كما أن الشخص يشعر بسعادة اكبر عندنا يقوم بعمل شئ للآخرين (معنوياً او مادياً) مقارنة بعمل شئ ما لنفسه.

• الإنعزال الإجتماعي يعتبر خطير على الصحة النفسية والجسدية وتبعاته النفسية اخطر من تبعات التباعد الاجتماعي او الجسدي، حيث اشارت بعض الدراسات الى انه يعتبر من اكبر العوامل المعرضة للوفاة، فهو اخطر على الإنسان من عدم ممارسة الرياضة او السمنة او حتى التلوث الهوائي.

• الإنعزال الإجتماعي مرتبط بشكل كبير بالإضطرابات النفسية وبالتحديد بالإكتئاب وسوء التأقلم او التكيف.

• يختلف الانعزال الاجتماعي عن التباعد الاجتماعي او الجسدي في ان الأول تتوفر حوله وسائل التواصل الاجتماعي او فرص التفاعل الاجتماعي او الانشطة الترفيهية وغيرها لكن ليس لديه الشعور بالمتعة او الرغبة في الاندماج والتواصل مع الآخرين.

 

د.خالد العوفي